الإرشاد شرح لمعة الاعتقاد الهادي إلى سبيل الرشاد
ترتيب الخلفاء في الفضل والخلافة
قوله :
( ثم من بعده عمر اسم> رضي الله عنه؛ لفضله وعهد أبي بكر اسم> إليه، ثم عثمان اسم> رضي الله عنه لتقديم أهل الشورى له، ثم علي اسم> رضي الله عنه لفضله وإجماع أهل عصره عليه, وهؤلاء الخلفاء الراشدون المهديون رأس> الذين قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فيهم: رسم> عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي عضّوا عليها بالنواجذ متن_ح> رسم> وقال صلى الله عليه وسلم: رسم> الخلافة من بعدي ثلاثون سنة رسم> فكان آخرها خلافة علي اسم> رضي الله عنه. )
شرح:
تقدم ذكر ترتيب الخلفاء رضي الله عنهم، أولاً: ترتيبهم في الفضل، وثانيًا: ترتيبهم في الخلافة، والصحيح أن ترتيبهم في الفضل وترتيبهم في الخلافة على حد سواء.
فالخلافة بعد النبي صلى الله عليه وسلم لأبي بكر اسم> وأفضل الأمة بعد نبيها صلى الله عليه وسلم أبو بكر اسم> فصار أبو بكر اسم> هو الأفضل وهو الخليفة ، وأفضل الأمة بعد أبي بكر اسم> عمر اسم> ؛ فقد حاز الفضل بعد أبي بكر اسم> - الفضل بمعنى الرتبة والميزة والفضيلة والشرف والأجر على قدر عمله، ولو كان هناك من أسلم قبله ، فإن عثمان اسم> أسلم قبل عمر اسم> وكذلك علي أسلم قبل عمر اسم> والزبير اسم> وسعد اسم> وغيرهم أسلموا قبله، ولكن إسلامه كان فتحًا ونصرًا، وخلافته كانت عزًّا للإسلام وتمكينًا له.
والأحاديث التي وردت في فضله لم ترد في غيره، منها قوله صلى الله عليه وسلم: رسم> ما لقيك الشيطان سالكًا فجًّا الأ سلك فجًّا غير فجك متن_ح> رسم> يعني: أن الشيطان يهرب منه، وفضائله أيضًا كثيرة ، فأفضل الأمة بعد أبي بكر اسم> عمر اسم> وهو أحق الناس بالخلافة بعد أبي بكر اسم> أو الخلافة الصحيحة بعد أبي بكر اسم> خلافة عمر اسم> واقتنع به المسلمون وبايعوه، وتمت البيعة، ولم يشذ أحدٌ عن طاعته أو ينكر عليه أو يخرج عن طاعته، وسيرته تدل على أهليته وصلاحه رضي الله عنه.
ثم الخليفة بعد عمر اسم> عثمان اسم> - كما هو الواقع - وذلك لأن عمر اسم> رضي الله عنه جعله من أهل الشورى، وأهل الشورى اتفقوا على تقديمه، وتمت البيعة له، وبايعه علي اسم> وبايعه عبد الرحمن اسم> وسعد اسم> والزبير اسم> وسائر الصحابة وسائر المسلمين، وتمت الخلافة له ، إذًا فالخليفة بعد عمر اسم> عثمان - رضي الله عنه.
وهل الأفضل بعد عمر اسم> - عثمان اسم> أو علي اسم> ؟ فيه خلاف بين العلماء، وسبب الخلاف أن هناك من فضل عثمان اسم> على علي اسم> ؛ واستدل بحديث ابن عمر اسم> الذي يقول فيه: رسم> كنا نقول والنبي صلى الله عليه وسلم حي: أبو بكر، ثم عمر، ثم عثمان فيبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فلا ينكره متن_ح> رسم> وجاء الحديث أنه يلي عمر اسم> في الأفضلية.
ومنهم من فضل عليًّا اسم> على عثمان اسم> ؛ واستدل بما روي عن علي اسم> رضي الله عنه أنه قال: أفضل هذه الأمة بعد نبيها، أبو بكر اسم> ثم عمر اسم> ولو شئت لسميت الثالث , قالوا: يعني نفسه.
وسأله مرةً ابنه الحسن اسم> وقال: يا أبَتِ، مَن أفضل الناس بعد النبي صلى الله عليه وسلم؟ فقال: أبو بكر اسم> قال: ثم من؟ قال: عمر اسم> قال: فخشيت أن يقول عثمان اسم> ؛ فقلت: ثم أنت؟ فقال: ما أبوك إلا رجل من المسلمين قال ذلك على وجه التواضع منه رضي الله عنه.
فلا شك في فضل الشيخين، ثم اختلف في الثالث؛ فمنهم من ثلث بعلي اسم> ومنهم من ثلث بعثمان، اسم> وأما في الخلافة فإنهم مرتبون: أبو بكر اسم> الخليفة، ثم يليه عمر اسم> ثم عثمان اسم> ثم علي اسم> رضي الله عنهم جميعًا.
وأما حديث سفينة اسم> فقد ذكرنا أنه يشير فيه إلى أن الخلافة ثلاثون سنة ولكن إذا عرفنا أن خلافة أبي بكر اسم> سنتين ونصفًا، وخلافة عمر اسم> عشر سنوات ، وخلافة عثمان اسم> اثنتا عشرة سنة فهذه خمس وعشرون سنة إلا أشهرًا ، وخلافة علي اسم> خمس سنوات، فيبقى منها نحو نصف سنة يكملها خلافة الحسن بن علي اسم> ستة أشهر، فتكون ثلاثين سنة، وينطبق عليها الحديث رسم> الخلافة ثلاثون سنة ثم تكون ملكًا... متن_ح> رسم> .
مسألة>